خاص موقع نور نيوز- أزمة التفاح في بشرّي .. بين الواقع المرير والحلول المقترحة
بينما تشرق شمس بشرّي كعادتها متباهية ومتفاخرة، هي التي لامست بأشعّتها الذّهبيّة تفّاحات المدّينة فأكسبتها روعة ألوانها الجوريًّة، يصحو المزارعون البشرّاويون على غروب قاتم يسرق منهم الأمل بجني ثمار تعبهم، هم الذّين كدّوا على مرّ أشهر ليتنعمّوا بخيرات أرضهم، يقفون اليوم مكبّلي الأيدي أمام أزمة تصريف التفاح التي أطاحت بجنى عمرهم.
صدى صرخة البشراويين دوّى في حرم بلديّتهم، هي المعنيّة الأولى بالإصغاء إلى مشاكلهم تعدهم اليوم، من خلال شخص رئيسها فريدي كيروز، بحلول تُخفّف من حدّة الأزمة ووطأتها، ففي حديث لموقع “نورنيوز” الإخباري، كشف كيروز عن مسودّة مشروع “البطاقة الإستشفائيّة” التي تدرس البلدية إمكانيّة توزيعها على كلّ مزارع لا يتخطّى انتاجه، ومصدر عيشه الأوحد، الـ ٥٠٠ صندوق تفاح والذي يتّخذ من بشرّي محل سكن دائم.
وردًّا على المطالبين بالدّعم المادّي، أكّد كيروز أن الأرقام المطلوبة لتغطية النفقات تفوق قدرة البلديّة المالية، فدعم الصّندوق بدولار واحد، يوجب على البلديّة تأمين مبلغ لا يقلّ عن ١٢٥٠٠٠٠$، لافتًا إلى استحالة إقناع المتموّلين بشراء مواسم لا أمل من تصريفها.
كيروز الذي ارتأى في الحلول المستدامة الجواب الأنسب لحلّ أزمة التفّاح التي تعصف بمدينته، كشف عن معامل إنتاجيّة تعمل البلديّة على إنشائها في مدّة لا تتخطّى السّنتين، تسهم في تصريف الإنتاج الهائل من جهة وخلق فرص العمل واستقطاب المتموّلين والمستثمرين من جهة أخرى؛ وفي الوقت الذي يقترح فيه بعض المزارعين الزّراعة البديلة حلًّا لمشكلتهم، أكّد كيروز أن مثل هذه الحلول يستحيل تطبيقها قبل عشرات السّنوات.
برّادات التفاح لم تعد تكفي لاستقبال المحاصيل، وفيما ينتظر المزارعون العروض الأنسب لبيع انتاجهم ولو بأسعار زهيدة، يُناشد كيروز الدّولة بخلق هيئة إغاثة تنتشلهم من أزمتهم عبر تأمين مبلغ لا يقلّ عن ١٥$ للصّندوق الواحد، مشيرًا إلى حلول عدّة يمكن لهذه الدّولة اعتمادها، كحثّ الهيئات المانحة على شراء الإنتاج، أو تشجيع المطاعم على تقديم التفّاح للزّبائن، كما اقترح على المدارس توعية الأولاد على أهميّة التفاح عبر تقديمه في مقاصفها بديلاً عن الوجبات الخفيفة والسكاكر، هذا وناشد المعنيين بمنع تصريف الإنتاج الأجنبي في ظلّ الأزمة المحلّية المدويّة.
“وجع البلديّة من وجع المواطنين”، هذا ما أكّده كيروز متأسّفًا على غياب الدّولة وتقاعسها عن أخذ المبادرات التي من شأنها إعفاء أبنائها من أعباء أزمات أثقلت كاهلهم على مرّ السّنوات؛ وبينما يسعى بعض المعنيين جاهدًا لانتشال أبناء بلادهم من ظلام قاحل يلوح في الأفق، يقف البعض الآخر مكتوف اليدين مشيحًا بنظره عن معاناة وطنه، فإلى متى تبقى شمس لبنان عالقة بين مشرق ومغيب؟
اسم الكاتبة: ميريام زيناني طوق
المصدر: موقع نور نيوز
- السابق تسعيرة المولدات لشهر ايلول ٢٠١٦
- التالي تنظيم مباراة لملء المراكز الشاغرة لوظيفة محاسب في ملاك مؤسسة مياه لبنان الشمالي