اليوبيل المئوي لثاني رئيس بلدية بشري
أحيت بلدية بشري وعائلة عيسى الخوري اليوبيل المئوي لثاني رئيس بلديتها بربر عيسى الخوري والذي تسلم رئاسة “قصبة بشري” عام1917 خلال العهد العثماني وجدد له الإنتداب الفرنسي عام 1920 في المنصب نفسه وهو الذي مثل مدينة بشري وقضاءها في إحتفال إعلان “دولة لبنان الكبير”.
وأقيم بالمناسبة قداس إحتفالي في كنيسة مار سابا في بشري ترأسه كاهن الرعية الخوري شربل مخلوف وحضره النائبة والوزيرة السابقة نايلة معوض، الوزير السابق ابراهيم الضاهر، النقيب جوزيف إسحق ممثلاً رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع وعقيلته النائب ستريدا جعجع، جورج لبنان جعجع ممثلاً النائب إيلي كيروز، حفيد المكرم رئيس محكمة التمييز شرفاً ورئيس المجلس العدلي سابقاً القاضي د. أنطوني إميل عيسى الخوري، رئيس بلدية بشري فريدي كيروز وأعضاء المجلس ورؤساء البلدية السابقون نديم الشويري سعيد طوق وجورج جعجع، رئيس بلدية قنات د. أنطوان سعادة والقاضي طربية رحمة وحشد من أبناء بشري والجوار.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدس ألقى الخوري مخلوف عظةً تناول فيها سيرة المرحوم بربر بك، وأضاف: بالإستناد الى شهادات كبار عايشوه، وصف بالشخصية المحببة الى الناس وبصاحب الإبتسامة الدائمة والنكتة العفوية الذي تميز بمواقفه الصلبة وبدماثة أخلاقه ونزاهته ووفائه لأصدقائه مع عمله الدائم لكل ما فيه حير مواطنيه، متمسكاً بفكرة الدولة حاملاً طيلة حياته مشعل السيادة والإستقلال، إذ كان يعمل بكل قواه على تنشيط كل مشروع وطني ويؤيد كل فكرة تعود بالخير على أبناء وطنه الحبيب لبنان. فالمحبة كانت مفتاح دخوله الى قلوب الناس أما إهتمامه بالشأن الوطني والإجتماعي، في تلك الحقبة الزمنية، سمح له بنسج أطيب العلاقات مع معظم الأطياف السياسية والشخصيات الإجتماعية، علماً أن فندقه إستقطب الكثير من الشحصيات اللبنانية والعربية والأجنبية.
وختم: إنتهت مسيرته بوفاته في الثامن من شهر نيسان من العام 1946، على أثر مرض عضال ألم به عن عمر إثنين وسبعين عاماً، بعد أكثر من نصف قرن من النضال الوطني والإنساني الراقي.
وبعد القداس ألقى حفيد المكرم القاضي أنطوني عيسى الخوري كلمة حيا فيها روح جده وقال: الى روح جدي، لقد مرت مئة عام على تبوئك سدة رئاسة بلدية بشري وقضائها في أوائل القرن الماذي في أواخر عهد الدولة العثمانية، وقد جدد تعيينك في المنصب عينه عند بداية عهد الإنتداب الفرنسي في شهر آذار من العام 1920 قبل حوالي ستة أشهر من إعلان دولة لبنان الكبير، وهو وطننا الحبيب في جغرافيته الحالية.
وأضاف: لم أعرفك كوني ولدت بعد رحيلك، لكني إستقيت منذ الصغر أخبارك من عائلتي ومعارفك. أنت من هؤلاء الرجال الكبار الذين يتميزون بالرأي الصائب لأجل خدمة الإنسان والوطن. إنه لشرف كبير تمثيلك مدينة بشري وقضاءها عند إعلان “دولة لبنان الكبير” من قبل المفوض السامي هنري غورو في أول أيلول من العام 1920. لقد حملت مشعل السيادة والإستقلال منذ العهد العثماني، إذ كنت عاشقاً لمبادئ الوطنية والحرية والديمقراطية.
وأضاف: في ذكراك الغالية يا كبيرنا نتوق الى مواقفك الصلبة وتمسكك بفكرة الدولة منذ إنشاء دولة لبنان الكبير، إذ يسجل البطريرك الياس الحويك والقيادة المارونية في تلك الحقبة الزمنية رفض إقامة كيان مسيحي إنعزالي، وكان خيارهما إقامة وطن يعيش فيه المسيحيون والمسلمون. لقد أثرت كرجل أعمال إتباع الشأن السياسي بمعناه النبيل، أي الخير العام، وفرضت إحترامك بين الناس بآرائك السديدة، بإخلاصك ونظافة كفك وصدقك وبساطة حياتك الشخصية والعائلية، وكنت على تواصل دائم مع البطريركية المارونية وتشدد دائماً على دور المسيحيين وإنفتاحهم على الشريك الآخر في الوطن. لقد كنت جسراً للعلاقات والتواصل بين الناس طوال عقود من الزمن. لقد تمكنت من نسج أطيب العلاقات مع معظم الأطياف السياسية والشخصيات الإجتماعية اللبنانية والعربية والأجنبية. لقد كنت صاحب الإبتسامة الدائمة والنكتة العفوية والطلة الشبابية التي حافظت عليها حتى الرمق الأخير بالرغم من وجعك من المرض العضال الذي ضرب جسدك في الفترة الأخيرة من حياتك. فكنت تحافظ على رباطة الجأش، وتحملت عذاباتك وأوجاعك بصبر. هذا غيض من فيض صفاتك. هكذا كانت مسيرتك التي إتصفت بالقدوة والرمز، واليوم نستذكرك أنت الغائب الحاضر بيننا، ونقول لك في عليائك أنت الأرزة التي إمتدت جذورها في تراب وطن الأرز والقديسين الذي أحببته وقد إرتفعت أغصانها في سمائه.
وختم: رحمة الله عليك أيها الراحل العملاق، وتم قرير العين، “فلبنان الوطن والرسالة” الذي عرفته وناضلت من أجل تحقيقه مستمر الى الأبدج بوجود مواطنين مخلصين لوطنهم، ومنهم لا سيما أهل مدينتك الحبيبة بشري الكرام.
وبعدها قدم رئيس البلدية فريدي كيروز والرؤساء السابقين مجسماً لأرزة لبنان ودرعاً تقديرية للحفيد القاضي عيسى الخوري.
- السابق جدول ساعات القطع للتيار الكهربائي لشهر آب ٢٠١٧
- التالي بلدية بشري تدعم اليد العاملة البشراوية في موسم التفاح