زار السفير الفرنسي ايمانويل بون منطقة بشري، تلبية لدعوة نائبي المنطقة ستريدا جعجع وايلي كيروز، يرافقه وفد من “الوكالة الفرنسية للتنمية” برئاسة مديرها في لبنان ليونيل كافيريني، في حضور المطران جوزف نفاع، القائمقام ربى شفشق، رئيس دائرة الري والمياه في مجلس الإنماء والإعمار المهندس يوسف كرم، رئيس مصلحة مياه لبنان الشمالي المهندس جمال كريم، رئيس اتحاد بلديات بشري ايلي مخلوف ونائبه فرادي كيروز، رؤساء بلديات: حدشيت روبير صقر، حصرون جيرارالسمعاني، بان جوزف خضير، بزعون رامي ابو فراعة، حدث الجبة جورج الشدراوي، قنات انطوان سعاده، عبدين نبيل بو النصر، ونائب رئيس بلدية طورزا اسكندر سعد، أعضاء مجلس بلدية بشري، الهيئة الادارية لرابطة مخاتير المنطقة وعدد من مخاتير مدينة بشري، المهندس الاستشاري نديم سلامة، مهندس اتحاد البلديات شربل البايع ،المهندستين الزراعيتين ليلى جعجع وناتالي كيروز، المستشارالقانوني لاتحاد البلديات مرشد صعب، منسق “القوات اللبنانية” في المنطقة المهندس جوزف اسحق، رئيس لحنة جبران الوطنية الدكتور طارق الشدياق.

جعجع
استهلت الزيارة بلقاء في مركز اتحاد البلديات في الديمان ألقت خلاله النائبة
جعجع كلمة باللغة الفرنسية قالت فيها: “يشرفني ويسرني أنا وزميلي ايلي، أن أرحب بكم سعادة السفير والوفد المرافق في مدينة بشري، مدينة الصمود والمقاومة والتجذر في الحرية والايمان في وجه محاولات الهيمنة على مر التاريخ، مدينة سمير جعجع الذي يحمل لواء بناء الدولة الحقيقية لجميع اللبنانيين”.

وأضافت: “في هذه المناسبة العزيزة، لا بد أن ألقي الضوء على القواسم المشتركة الكثيرة والمهمة بين لبنان وفرنسا، قواسم التمسك بالحرية والتنوع والمساواة والنظام الليبرالي الحر، فضلا عن العلاقات التاريخية والروحية العريقة بين بلدينا على مدى قرون طويلة، إلى الروابط الثقافية واللغوية واعتبار فرنسا البلد الأقرب الينا في الغرب. وليس صدفة انني اليوم، انا اللبنانية، أخاطبك باللغة الفرنسية لغة بلادك واللغة الثانية في بلادي، والتي يلحظها الدستور ونلجأ إليها في التشريع وتفسير القانون، وهذا تأكيد لاصرارنا جميعا على التمسك بالقواسم المشتركة التي أشرت اليها آنفا”.
وشكرت “دولة فرنسا على مساهمتها القيمة في تمويل مشروع الصرف الصحي في منطقة بشري عبر الوكالة الفرنسية للتنمية والذي تبلغ قيمته نحو 40 مليون دولار. إن هذا المشروع الحيوي والنموذجي يمثل أهمية كبيرة واستثنائية لمنطقة سياحية مثل منطقتنا، لا سيما على الصعيد البيئي نظرا الى ما تتمتع به من جمال طبيعي وما تملك من معالم مميزة، مثل غابة الارز ووادي قاديشا المصنفين على لائحة التراث العالمي، بالاضافة إلى مغارة قاديشا”.

وأشارت الى أن “هذا المشروع هو ثمرة تعاون أيضا مع مجلس الانماء والاعمار ومصلحة مياه لبنان الشمالي واتحاد بلديات القضاء، بهدف تحقيق النجاج المرجو من أجل المنطقة وأبنائها”. ونوهت ب”الجهود الكبيرة التي بذلها السيد ليونيل كافيريني والمهندس يوسف كرم والمهندس جمال كريم ومدير مؤسسة كوراي المهندس آلن تاديير والمهندسة ناتالي كيروز لتوفير أسباب نجاح هذا المشروع وشروطه”.
وأكدت للسفير “أن هذا المشروع سيكون مشروعا نموذجيا على صعيد لبنان والمنطقة، ليس بانطلاقته فحسب، وانما باستمراره أيضا”.

وختمت: “اهلا وسهلا بكم في منطقتنا، ونأمل أن نلتقي في المرة المقبلة للمشاركة معا في تدشينه”.

السفيرالفرنسي
ثم ألقى السفير الفرنسي كلمة بدأها باللغة العربية، قال فيها: “نحن اصدقاء منذ زمن. بعيد وصداقتنا كبيرة ومستقبلنا عظيم ايضا في لبنان وفي هذه المنطقة، لدينا اصدقاء كثر نعمل معهم على مشاريع مفيدة للمنطقة، وهناك ثقة متبادلة مع من يريدون العمل مع فرنسا من اجل مشاريع افضل. انا اليوم هنا في منطقة بشري ومعي مدير الوكالة الوطنية للتنمية الذي يعرف كخبير ماذا يجب عمله. ونحن اليوم سنتفقد ما انجز الى الان في مشروع الصرف الصحي وما يمكن عمله في المستقبل”.

وأكمل بالفرنسية شارحا علاقته بالنائبة جعجع و”معرفته بالمنطقة وغناها”.
وأوضح انه “زارها اكثر من مرة ويعرف مدى غناها الطبيعي ورمزيتها من الارز حتى وادي قاديشا”.

واكد انه “سيكمل مسيرة الانماء في المنطقة وغيرها من المناطق اللبنانية”.
مخلوف
وألقى مخلوف كلمة قال: “سعادة السفير، ان حضوركم بيننا،اليوم، هو شرف كبير لقضاء بشري، لنائبيه ولسكانه. حضوركم يمثل لنا قمة التعاون مع الدولة الفرنسية الذي بدأ منذ 12 عاما، والتي اتكلنا خلالها على الخبرة الفرنسية من أجل الاسراع في تنمية قضائنا ذي الجبال المتوسطة والمرتفعة والتي تضم بين حناياها وادي قاديشا وتقدم الى الناظر لوحة فنية رائعة. وقضاء بشري يضم أيضا أماكن سياحية اخرى، من بينها غابة الأرز الدهرية ومنزل النابغة اللبنانية جبران خليل جبران ومتحفه. ان التعاون المستمر قد سمح بهيكلة القضاء وتمكنا من استغلال وسائل الصرف الصحي على نحو فاعل ومستدام، والتي تنوي “الوكالة الفرنسية للتنمية” تمويلها متسلحين بارادة قوية، ومصرون، على اتمام هذه المهمة بالشراكة مع مؤسسة مياه لبنان الشمالي”.

وتابع: “ان وجودكم بيننا اليوم مع أصدقائنا في “الوكالة الفرنسية للتنمية”، هو دليل على ان جهودنا كانت فاعلة، اذ إن قضاء بشري سيكون أول قضاء لبناني يعمد الى معالجة كاملة لمياه الصرف الصحي وسيقدم مثالا يحتذى لكل المناطق الريفية بسبب استعمال تقنية تنقية المياه بطريقة تتطابق مع مواصفات القضاء. ويعود هذا النجاح المزدوج الى الدولة الفرنسية، ولهذا نشكركم بحرارة. بمساعدتكم ودعمكم لهذا المشروع سنحمي مياهنا الجوفية ومواردنا الطبيعية وبيئتنا من التلوث، كذلك ستصبح المياه المتدفقة الى وادي قاديشا أكثر نظافة”.

وختم: “سعادة السفير، اؤكد لكم ان نوابنا والمسؤولين في المنطقة وكل فرد عاش في هذه المميزة متأثرون بالقيم الراقية التي تتميز بها فرنسا ويمارسونها ويدافعون عنها. أما نحن، فقد وجدنا في المنظمات غير الحكومية والمؤسسات الفرنسية، شركاء وأصدقاء مستعدين دائما لمساندتنا. ونحن نؤكد لكم اننا لن نألو جهدا لكي يكون الطريق الذي نمشيه سويا طويلا ومثمرا. اكرر شكري لمساعدة فرنسا القيمة والغالية”.

مفتاح بشري للسفير
وقبل أن يقدم المهندس نوربير بيارون من مكتب الدراسات عرضا مفصلا عن مشروع الصرف الصحي، قدم النائبان جعجع وكيروز ورئيس الاتحاد هدية رمزية الى السفير عبارة عن مفتاح منطقة بشري مصنوع من خشب الارز. وبدوره، قدم السفير بون الى النائبة جعجع ميدالية.
في المحطة النموذجية
وبعد الاحتفال الذي قدمت له ناتالي كيروز، زار الجميع المحطة النموذحية للصرف الصحي في محلة الحريم في بشري، بعدها أقامت بلدية بشري غداء تكريميا في فندق “شباط” على شرف السفير شارك فيه جميع الحاضرين.

في غابة الأرز
وقبل الظهر، زار السفير الفرنسي غابة الارز، وكان في استقباله رئيس “لجنة أصدقاء غابة الارز” انطوان جبرايل طوق وعدد من الاعضاء، وقدموا اليه هدية رمزية باسم اللجنة، وقدم رئيسها هدية باسم النائبة جعجع.

في متحف جبران
وختم السفير جولته بزيارة متحف جبران، بعد الظهر، حيث استقبله رئيس اللجنة الدكتور طارق الشدياق ونائبه جوزف فنيانوس ورافقاه في جولة داخل المتحف شرح خلالها
الدكتور الشدياق عن بعض اللوحات. وفي نهاية الزيارة، قدم اليه هدايا تذكارية كناية عن كتاب “النبي” باللغة الفرنسية وكتاب “عشرون رسما” وفيلم وثائقي عن المتحف وبعض التذكارات.